كأس العرب يعود إلى الرباط.. تتويج يعكس نضج الكرة المغربية

على وقع أمسية كروية حبست الأنفاس، كتب المنتخب المغربي فصلا جديدا في سجل إنجازاته العربية، بعدما حسم نهائي كأس العرب لكرة القدم لصالحه، إثر فوز مثير على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في اللقاء الذي احتضنه ملعب لوسيل بالدوحة.

النهائي انطلق بنبض عال ورسالة مغربية واضحة: الحسم المبكر. فقد باغت أسود الأطلس منافسهم بهدف استثنائي حمل توقيع أسامة طنان منذ الدقيقة الرابعة، بتسديدة بعيدة المدى أربكت الحسابات وغيرت معادلة اللقاء، وسط حضور رسمي وجماهيري وازن تقدمه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.

ومع بداية الشوط الثاني، أعاد المنتخب الأردني ترتيب منظومته التكتيكية ونجح في قلب موازين المواجهة، حين أدرك علي علوان التعادل سريعا، قبل أن يعود اللاعب ذاته ويمنح التقدم لفريقه من علامة الجزاء في الدقيقة 68، لتدخل المباراة مرحلة شد وجذب عنوانها الصراع على التفاصيل الصغيرة.

غير أن المنتخب المغربي أظهر نضجا تنافسيا وقدرة عالية على إدارة الضغوط، فكان البديل عبد الرزاق حمد الله عنوان التحول، حين أعاد المباراة إلى نقطة الصفر بهدف قاتل في الدقيقة 87، فارضا الاحتكام إلى الأشواط الإضافية بعد تعادل مثير في الزمن الأصلي.

وفي الوقت الذي بدأت فيه المؤشرات البدنية تميل لصالح الخبرة، ترجم حمد الله ذلك بأفضل صورة، مسجلا هدف الانتصار في الدقيقة 100، ليضع بصمته النهائية على لقب استعادته المغرب بواقعية عالية وحسم ذكي.

هذا التتويج أعاد كأس العرب إلى الخزائن المغربية بعد غياب دام 13 عاما، منذ نسخة 2012، وجاء رغم مشاركة المغرب بفريق محلي ثان يقوده الإطار الوطني طارق السكتيوي، في دلالة واضحة على عمق المشروع الكروي الوطني ونجاعة استراتيجية تطوير المواهب.

وبرفع رصيده إلى لقبين، عزز المنتخب المغربي موقعه في خارطة المتوجين بالبطولة، متقاسما الوصافة التاريخية مع المنتخب السعودي، ومقتربا أكثر من الرقم القياسي الذي يحمله المنتخب العراقي.

أما الأثر الأبعد لهذا الإنجاز، فيتجاوز منصة التتويج، إذ يشكل رافعة معنوية قوية واستثمارا نفسيا ناجحا، قبل دخول المغرب استحقاق كأس الأمم الأفريقية على أرضه، في توقيت مثالي يؤكد أن الثقة أصبحت رأس مال الكرة المغربية.

وبهذه المناسبة، يتقدم موقع الحدث ميديا بأحر التهاني والتبريكات إلى المملكة المغربية، قيادة وشعبا، بهذا التتويج العربي المستحق، الذي يعكس نجاعة الرؤية الرياضية وحسن إدارة الموارد البشرية، ويؤكد أن كرة القدم المغربية تمضي بثبات وفق استراتيجية رابحة. تهانينا للمغرب على هذا الإنجاز الذي جمع بين الأداء، والنتيجة، والرسالة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى