قوة القيم في القيادة..رجل الدولة العضوي مثالاً

بسم الله الرحمن الرحيم
أَترابُ و أَضرابُ، رَجُل الدولة العُضوي، لاَ رَجُل الْقَشْ:
“( STRAW MAN )”.
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على، أفضل الأَنام، و بَيِّنَة المَقام، و عَلَم الأَعلام، و حَسَنَة الأَيّام ؛ خير مَن صَلّى و صام، و أَفرَد مَن حَجَّ و قام، و أَنوَر مَنِ اعتَمَر ثم كَفَل الأيتام ؛ بَحر الإيمان، و بَلْسَم الإحسان، و نَهر الضَّمان، و سُرادِق الأَمان، و فَخر الإنسان ؛ ما سَلك سالكٌ، مَسلَك الصواب، و نَطَقَ ناطِقٌ، بالحِكمة و فصل الخِطاب، و قامَ لِلدِّينِ عَمُود، واخضَرَّ لِلإيمان عُود، و على ٱله، و صحبه، و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
قال تعالى : { بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن علم القرءان، خلق الإنسان علمه البيان }، سورة الرحمن.
و قد جاء في قوله عليه الصلاة و السلام : ✓_ لكل عَمَلٍ شِرَةٌ، و لكل شِرَّة فَترَة ؛ فَمَن كانت فَترَتهُ إلى سُنَّتي، فقد اهتَدى، و مَن كانت إلى غير ذالك ؛ فقد هَلَك. الحديث الشريف.
و لله در قول الشاعر :
يَرى الجُبَناءُ أنَّ العَجز عَقلٌ ** و تِلك خَدِيعة الطَّبْع اللَّئِيمِ
و كل شَجاعة في المَرء تُغني ** و لاَ مِثْلُ الشجاعة في الحَلِيمِ.
قُلْتُ و على الله وحده توكلت ؛ تبرأت من حولي و قوتي، واعتصمتُ بحول الله و قوته : فَلاَ يَحِيقُ المَكر السيئ، إلاّ بأهله ؛ فَرَجُلُ الدولة العُضوي، لاَ رَجُل الْقَشْ : مَن هو ؛ يَتِيمُ:( فَرِيدٌ )، لِوَطنهِ في الإنتِماء، و عَدِيم لِقَراره في الإرتِماء ؛ مَخصيٌّ شُعورِيٓا، و زَوجُهُ لاَ مُطَلَّقَةٌ لُطفًا، و لاَ مُعَلَّقَةٌ عَطفٌا، يُغادِرها بِأَمان، و يَدخُل عليها بِامتِنان، تَهذِيبً لاَ تَشذِيبًا مِنهُ، و خالِص الحُبِّ لَهَا، بِرَوْح و رَيْحان ؛ نٌ و القَلَمِ و ما يَسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون ؛ ما تَعانَقَت، فاحتَضَنَت، ثم اعتَلَجَت فِيهِ، المَوَدة بِالرحمة ؛ و إذَا أَرادَ أنْ يُطاعَ، في بَلَدِ البادية العالِمة، و نَوامِيس الدولة المدنية، دِيمُوقراطيتها قِناعٌ، و مَؤسَسَتها رُمُزها، قِيَّمٌ : ~ هِيَّ ذاتها ؛ لِلقلوب نَدى الحُباب، و صَوْلة الأَسَد المُهاب، و سِفْرَ الكِتاب، و وَتَرَ الرَّباب، و الرَّونَق العُجاب ~ ؛ فَلْيَأمُر بِما هو مُستَطاع، تَرمِيمًا لِلمَثالِبِ، و تَقلِيصًا لِلمَخالِبِ، و تَرتيبًا لِلمَطالِبِ، و وَأْدًا لِلمَقالِبِ، و حيث الظروف الصعبة، لا تبرر الإستسلام، و فَشَل التجربة، يَدل على المُحاولة، و التعايُش مَعهُ، خُروجٌ عن المَحبَسَيْنِ، بَعِيدًا عن القَلَق، على المُستَقبَل، في قَضِّهِ و قَضِيدِه، و صُكُوكِ تَعاطِيهِ، و تَأَكُدِ تَعاهُدهِ، فَاليَوم ؛ هو ذاك الغَدُ، الذي كُنت قَلِقًا مِنهُ، في الأَمْسِ ؛ فَهل يَستحِق، كل هذا القَلَق، فأنتَ مَقبُولٌ، في مُستَقبَل اليوم، بالذي تُتقِنُهُ، – و كما عند العَرَب قَدِيمًا : “[ كُنْ مِن أهل الدليل كَيْفَمَا ، مَا لاَ تَنِيل، و إذَا ضاعَت المَفاتِيح، حَصَلَ التِّيه، وسُوء الظن، مِن حُسْنِ الفِطَن ؛ و مَن أَمِنَ العُقُوبة، أَساء الأَدَب، و مَن جاوَرَ السَّعِيد يَسعد، و مَن جاوَرَ الجَرِيبَ يَجْرَب، و زَغْرِدي يَانْشِراح ؛ فالذي أَتَى، أفضل مِمَّا رَاح، فَالعَتَبُ على قَدر المَحَبة. ]” – ؛ في زَمَنٍ ناسُهُ، إلاَّ مَن رحم ربي ؛ دِينهمُ على إعلامهمُ، لاَ أَعلامهم، و كما أيضًا زَمَنٌ ؛ تَمخُرهُ مِن حهةٍ، العَشوائية:( Randomness )، و الشَّعبَوِيَّة:( Populism )، و كذا العَماء:( Chaos )، و كما تَنهشهُ مِن جهةٍ أخرى، الأُذُنُ الصَّمّاء، و قطيعة الأقرباء، و جَفوة الأحباء، و دَهسَ الغُرَماء، و نَهشَ الزبناء، واستعداء الحُلَفاء، واسترضاء الأعداء، و تَقديم كَبش الفِداء، و هَجر النِّداء ؛ و كذالك أزمة الأخلاق، و مَظلَمِيَّة الإستحقاق، و التعاظُمَ بِالإمْلاق، و التدابُر بالشقاق، و المُكايدة بالنقاق، و الإلتفاف بالرِّواق، و فَلْتَرَة الإنعتاق، و لَيَّ الأعناق، و مُسايَفة الإفتراق ؛ حتى فِيهِ، قد استَنوَقَ الجَمَلُ، واستمَرَ فِيهِ الديكُ، و الخيلُ يَنهَقُ، و الحَمِير تُحَمحِمُ، و إذَا لم تستطع اصطياد الدُّبِ ؛ فأحرق الغابة، و أُكِلتُ فِيهِ، يَوْمَ أُكِلَ الثور الأبيَضُ، و دارَت الكُؤوس، و ثَقُلَت الرؤوس، و غابت السَّكرَة، و جاءت الفِكرة ؛ صَيْحَةً في وادٍ، و نفخة في رَماد، فَمَن ذاق عَرَف و مَن عَرَفَ اغتَرَف ؛ و لَرُبَّ إشارة، أَوْدَت بِأَلْفِ عِبارة، فَلاَ و الذي أقسم بالشفق، و الليل و ما وسق، و القمر إذا اتسق ؛ لاَ اللغةُ، غير مُهَيَّئَة لِكَثيرين، مِن أصحاب التثبيط، و كذا التحفيط، مِن الخليجِ إلى المُحيط…..
و حيث رَجُلُ الدولة العُضوي، لاَ رَجُل الْقَشْ ؛ إذَا أقسَمَ بِاليَمِين الدستوري، فَلْيُسَدِّد وَلِيُقارِب : « أقسمُ بالله العلي العظيم ؛ أن أحافظ على النظام الجمهوري، و أن أحترم الدستور، و القانون، و أن أُراعي مَصالح الشعبِ ؛ رِعاية كاملة، و أن أحافظ على إستقلال الوطن، و وَحدَةِ و سَلامة أَراضِيهِ.
و أنا اليوم تَسلمت مَقاليد الحُكم، تكليفًا لا تشريفًا ؛ فإنني أُعاهِد الله سبحانه و تعالى أولاً، ثم أُعاهدكمُ، أيها الشعب الموريتاني الوفي، بِأن أكُون المواطن المُخْلِصُ، المُصلِحُ لِوَطنهِ، الناصِحُ الرحيم بِشَعبهِ ؛ الساعي في تقدمه وازدهارهِ، المُتمسك بِالدِّينِ الحَنِيف، و الثوابت الوطنية، و الدستورية الراسخة، و حاملاً لِلِواء الشريعة المُحَمَّدِيَّة، الأَحمَدِيَّة، الإسلامية، في عَقد الأَشْعَري، و المَذهَب المالِكي، و طَرِيقة الإمام الجُنَيْد السالِك، و كذا القانون و تطبيقه، و القائد، الناقِد، غير الحاقدِ، و المُحارِبُ لِكافة، صوَّر الفساد، و الكَساد، و الإفساد، و الإستبداد، و أشكالهِ في رِحلَةٍ لاَ وُجْهَةٍ، وُفْقَ رؤية جديدة، تَجْمعنا في دولة مدنية ؛ و التي بعون الله، و سَواعِدكمُ، شَعبِيَّ الكريم، نسعى لِتَرسيخها و إقامتها، كَإقامتنا، لِصَلاتنا المَفروضة علينا، خَمْس مَرَّاتٍ، في اليوم و الليلة ؛ تَجْمعُ أبناءها، في إطار الإختلاف، و تأطير الخِلاف، بخطوات ثابتةٍ، نحو الحَداثة و التحديث، و كذالك التجديد و التنمية ؛ قائمة على العِلم النافع، و التكنولوجيا الفائقة، و مُحافظة على هويتها، و ثقافتها، و أَعرافها، و تقاليدها،الضاربة في عُمق التاريخ و جُذور الجُغرافيا، و كذا تَضعُ بِناء، و تأهيل، و تطوير، و مَرتَنة، و رَسكَلة، و إعادة رَسكَلَة الإنسان الموريتاني ؛ في طَلِيعة اهتماماتها، و أولوياتها، و صَمِيم عُمق استيراتيجياتها، و الحياة، حَياة كريمة لَهُ، مُفعمة بالحيوية، و التنوع، و أيضًا شَعبِيَّ الكريم ؛ دولة مدنية، تَمتلك القُدرات العسكرية، و الإقتصادية، و الإستيراتيجية، التي تُحافِظُ على أمنها القومي، و العُضوي، و مُكتسبات شعبها، مُقَدَّرات بَلدها ؛ كَصُنَّاعِ مُستقبَل، و زارعي أَمَل، و حالِمي بِإخلاصِ عَمَل، و تحمُّل مسؤولية الإصلاح و ٱثاره، و واتدادات الفِكرَ المَأزوم و عُنفه ؛ و مُستَذكِرًا شَعبِيَّ الكريم، ما حَيَيتُ بإذن الله تعالى، ما تَركهُ السلف الصالح، من أمانةِ الحِفاظ على الوطن و صِيانةِ، وُجُودًا و حُدودًا ؛ و بأنّ الجمهورية الإسلامية الموريتانية، هي : البِناء و الشُّموخ، القويةُ في تعزيز العلاقات الثنائية، و الكبيرةُ في وزنها السيادي، و لَعب دورها الرِّيادي، و الإقتصادي و الخيري الإجتماعي ؛ و كذالك أنّ أَعمارنا، لا يخفى أنها هي الأخرى، مُختَزَلَةٌ في أعمالنا.
و ما اختياركمُ لِيَّ ؛ إلا تكليف في مَهمة قيادة الوطن، و البلد بِرُمّتهِ، و دفَّة، و سدّة حُكمهِ ؛ أتحمّل مسؤولتهُ، أما الله العلي العظيم أولاّ، و أمامكمُ و التاريخ، سَيَشهد به إنشاء الله تعالى.
و لا أَملكُ في مَهمّتي التي كَلَّفتموني إياها، سِوى ” ما ٱَذَنَ الله بِهِ، و ما ٱَذَنَ الله بِهِ يَقَعُ “، من العمل من أجلكمُ و بكمُ، فلن أدّخر جُهدًا ؛ فلا أسعى إلا لإرضاء ربي و ربكمُ، خالق كل شيئ، سبحانه و تعالى، و كذا تحقيق أمالكمُ و استشرافاتكمُ، فَيَبقى، و يَرقى الإختيار إلى : إنما هو أمانة، أسأل ربي الكريم، الرحمن الرحيم، أن يوفقني فيها ؛ لِتَسديد السهم، و صالح الفهم، بِنجاحٍ، و تسليمها بكامل عافيةٍ، و سَلامةٍ، و تَجَرُّدٍ ؛ اللهم ٱمين.
فَلِنَعمَلَ مَعًا ؛ لِأَجل بلدنا الأَبي الغالي، بالله أولاً، ثم بقوة شعبه، واصطِفاف عَقلانِيِّ صُفوفهِ، و حِكمة رُشدائهِ، و حَصافة خُطَبائهِ ؛ عَبر تحمل المسؤولية فَردانِيًا، و كذا جَماعِيًا، و تَجاوُز مَطَبّات الفِكر المَأزوم و مَرارتهِ، إلى إشراقات الفهمَ الصائب و ٱمالهِ ؛ بِوافِرِ الجُهد، و صِدق العَطاء، و تَحقيق البِناء ؛ لِجِهة فهم، أبعادِ، لُغة المَصالح العامة المشترَكة، و الخاصة المُتشارَكة، و المواقف ، و الأحداث، و التحالفات ؛ للإطلاع على الواقع و إمكانياته، و المستقبل و تحدياته، مهما اختلفت ٱرائنا، و تَشَعَّبَت رُؤانا جميعًا، لِحَصر مَكامن الخَلَل، و مَواطِن النقص و الزَّلَل.
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ».
اليَمِينِي المُعتَدِل سِياسيًا : محمد سعيد بن باب أحمد ابن الشيخ المُصطَف وَلَد العَرَبي ؛ أبي تلميت مُقاطعة _ قَرية عَرَفات – أبي تلميت، و لا فَخر.




