اليوم العالمي لمكافحة السيدا.. التزام حكومي متجدد ونتائج مشجعة على طريق 2030

في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى القضاء على هذا مرض السيدا كتهديد للصحة العمومية في أفق 2030، أشرف المكلف بمهمة السيد سيد أحمد الدحدي على تخليد اليوم العالمي لمكافحة السيدا، المنظم من طرف اللجنة التنفيذية الوطنية لمحاربة السيدا بالتعاون مع وزارة الصحة، وذلك بحضور المدير الجهوي للصحة بولاية آدرار، والمنسق الوطني لبرنامج مكافحة السيدا على مستوى وزارة الصحة، وممثلي الشركاء الفنيين والماليين.
وقد شكل تخليد هذا اليوم مناسبة لتجديد التعبئة الوطنية، والتأكيد على أهمية الالتزام الجماعي، من طرف المؤسسات العمومية، والفاعلين الصحيين، والمجتمع المدني، من أجل الحد من انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة، وتحقيق الأهداف الوطنية والدولية ذات الصلة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد المكلف بمهمة السيد سيد أحمد الدحدي أن تخليد اليوم العالمي لمكافحة السيدا يمثل محطة سنوية مهمة لتقييم الجهود المبذولة، وتعزيز الوعي المجتمعي بسبل الوقاية، وتشجيع الإقبال على الفحص المبكر، ومكافحة الوصم والتمييز المرتبطين بالمرض.
واستعرض في هذا السياق أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية لمحاربة السيدا، التي ترتكز على تعميم مراكز التكفل بالمصابين على مستوى جميع الولايات، وتكوين الطواقم الصحية العاملة بها، بما يضمن تحسين جودة الرعاية والمتابعة.
كما أشار إلى إعداد وتنفيذ استراتيجية وقائية موجهة للحد من انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، شملت تكوين أكثر من 500 قابلة حول أساليب التعامل الأمثل مع النساء الحوامل، وضمان الفحص والمتابعة والعلاج في حال ثبوت الإصابة، بالإضافة إلى متابعة النساء الحوامل وتوفير العلاج لهن في أكثر 136 وحدة صحية.
وفي هذا الإطار، مكنت الجهود المبذولة في مجال الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين من تحقيق نتائج ملموسة، حيث ارتفع عدد النساء الحوامل الحاملات للفيروس والخاضعات للعلاج والمراقبة الطبية من 5 حالات فقط سنة 2022، إلى أكثر من 125 امرأة حامل تحت المراقبة والعلاج اليوم.
كما سُجل تراجع ملحوظ في معدل انتشار الإصابة على مستوى عموم السكان، إذ انتقل من نحو 0,3٪ سنة 2019 إلى حوالي 0,15٪ حاليا، وهو ما يعكس نجاعة التدخلات الوقائية وتحسن الولوج إلى خدمات الفحص والتكفل.
وأضاف أن وزارة الصحة توفر خدمات الفحص والعلاج المجاني لجميع المصابين، وتعمل على تحسين جودة التكفل الصحي، من خلال إعادة تأهيل وتجهيز مركز العلاج والمتابعة (CTA) على مستوى المستشفى الوطني، وتزويده بالمعدات الضرورية، فضلا عن إجراء مسح شامل لتحديد الفئات الأكثر عرضة للإصابة، قصد إعداد استراتيجيات تدخل خاصة وموجهة لهذه الفئات.
وقد تميز تخليد اليوم العالمي لمكافحة السيدا بتنظيم أنشطة تحسيسية وتوعوية، شملت حملات للتشخيص الطوعي، وحملات للتوعية ركزت على الوقاية من المرض، وأهمية الفحص المبكر، وتعزيز السلوكيات الصحية السليمة.
وفي ختام الفعالية، جدد المكلف بمهمة شكر وزارة الصحة واللجنة التنفيذية الوطنية لمحاربة السيدا لكافة الشركاء الفنيين والماليين، وفي مقدمتهم الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، إضافة إلى عمال الصحة والمجتمع المدني، على مساهمتهم الفاعلة في دعم الجهود الوطنية، مؤكدا مواصلة العمل المشترك من أجل بلوغ الأهداف المرسومة والقضاء على هذا المرض في الآجال المحددة.




