الجسور والطرق السريعة… أحلام مشروعة لعصرنة موريتانيا

لا حديث اليوم في الشارع الموريتاني حول الشأن الداخلي يعلو فوق موضوع المهاجرين بصفة عامة، وعصرنة العاصمة نواكشوط بصفة خاصة. فالعاصمة بدأت تشهد تحولا واضحا نحو الحداثة، يتجلى في بناء الجسور، وتوسعة الطرق، وإنشاء الساحات العامة. لكن، ما زلنا في بداية الطريق.

وفي خضم هذا التحول، أود التركيز على أحد أهم مفاتيح التنمية الحضرية والاقتصادية: الجسور والطرق السريعة بين المدن. هذه البنى التحتية ليست فقط علامات على التطور، بل أدوات حيوية للنمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة، وربط الأقاليم والمناطق النائية بمراكز القرار والإنتاج.

ولتحقيق هذا الطموح، يمكن للدولة أن تفتح الباب أمام رجال الأعمال للمشاركة في هذا الورش الوطني، وفق شروط تضمن الجودة والاستدامة:

أن تكون الشركة المنفذة أجنبية، لما تمتلكه من خبرة وتقنية، ويفضل أن تكون من الصين، اليابان، كوريا (الجنوبية أو الشمالية)، أو من دول عربية رائدة كالمغرب، مصر، الجزائر أو السعودية.

أن تتولى شركة فرنسية أو إسبانية مراقبة الجودة والالتزام بالمعايير الدولية.

أن يقتصر دور الدولة على تسهيل الإجراءات الإدارية والقانونية والمالية، وتوفير اليد العاملة المحلية.

بهذه الشروط، يمكننا بناء جسور وطرق سريعة بمواصفات عالمية، تدوم لعقود، وتخدم الأجيال القادمة، كما تتيح فرصا استثمارية حقيقية لرأس المال الوطني والأجنبي.

ولكي نستوعب أهمية هذه الخطوة، دعونا نلقي نظرة سريعة على تجارب بعض الدول:

الولايات المتحدة وكندا: تعتمدان على شبكات طرق سريعة ضخمة لعبت دورا حاسما في نمو الاقتصاد الوطني، وتحفيز التجارة الداخلية والخارجية، وربط المدن الكبرى بمناطق الإنتاج الريفي.

السعودية: طورت شبكة طرق سريعة وجسور متقدمة ساهمت في تسهيل تنقل الحجاج والمعتمرين، وتعزيز التجارة الداخلية وربط المدن الصناعية بالموانئ.

مصر: شهدت طفرة كبيرة في مجال الطرق والجسور خلال العقد الأخير، مما ساعد على جذب الاستثمارات وخفض تكاليف النقل بنسبة كبيرة.

تونس: رغم الإمكانيات المحدودة، عملت على تحديث شبكات الطرق، مما ساهم في تنشيط السياحة وربط المدن الساحلية بالداخل.

أما موريتانيا، فحلمها اليوم مشروع وطموحها في محله. نحلم بأن نشهد قريبا شبكة جسور متطورة في نواكشوط، وطرقاًد سريعة بين:

نواكشوط – نواذيبو (الميناء الرئيسي)

نواكشوط – النعمة (العمق الشرقي)

نواكشوط – روصو (المنفذ الجنوبي)

نواكشوط – الزويرات (مدينة الحديد والتعدين)

خاتمة

الجسور ليست مجرد خرسانة وحديد، إنها رموز للعبور نحو المستقبل. والطرق السريعة ليست فقط مسارات للنقل، بل شرايين للحياة والنمو والاستقرار. فلنعمل اليوم كي نكون غدا من الدول التي عبرت الجسر إلى التنمية والازدهار.

بقلم : محمد سالم المختار الشيخ

جسر مدريد نواكشوط 🇲🇷

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى