السعودي محمد هزاع المطيري يوجه رسالة حب وتقدير إلى الشعب الموريتاني
بكل فخر واعتزاز، يتشرف الحدث ميديا بأن يضع بين أيدي قرائه الكرام هذا المقال النادر في صدقه وبلاغته، بقلم الكاتب السعودي الأستاذ محمد هزاع المطيري، نجل سعادة السفير المخضرم هزاع المطيري – الرجل الذي يحظى بمكانة رفيعة ومحبة خاصة في قلوب الموريتانيين، لما جسده والده من إخلاص ومودة صادقة تجاه هذا الشعب الأصيل، وما حمله من تقدير واحترام لموريتانيا أرضا وشعبا وتاريخا.
إنها كلمات تنبض بالمحبة، وتفيض وفاء واعترافا بعمق الأصالة الموريتانية، كتبها قلم عربي نبيل عرف قدر الصحراء وأهلها، ولامس بجمال وصفه روح المروءة الكامنة في الموريتانيين.
وفي هذا النص الأخاذ، يتجلى صدق الشعور، ونقاء الانطباع، ورفعة الذوق، في لوحة أدبية تنصف هذا الشعب الكريم الذي جمع بين نقاء البداوة، وعراقة الحضارة، وشهامة العربي الأصيل.
فإليكم هذا المقال البديع الذي يعد شهادة حب وتقدير من محمد هزاع المطيري لشعب عرف بثباته على القيم، وكرمه الذي لا تحده حدود، وصبره الذي يختزل تاريخ الكبرياء والوفاء في وجه الصحراء والدهر.
نص المقال :
الموريتانيون، أهل الصحراء والكرم، يشكلون نموذجا فريدا في الأصالة العربية والإنسانية. في صبرهم الطويل، ووفائهم الثابت، وكرمهم الذي لا يعرف حدودا، تتراءى لنا صورة شعب عرف كيف يحيا في أصعب الظروف دون أن يفقد إنسانيته أو قيمه.
لقد ورث الموريتانيون من أرضهم صلابة الصحراء وروحها، ومن تاريخهم حكمة الأجداد التي تصوغ من الإنسان شخصية متوازنة، تجمع بين الكبرياء والرحمة، بين الثبات على المبادئ والمرونة في التعامل مع الحياة. إنهم مدرسة في الصبر، ودليل على أن الإنسان قادر على أن يصنع من التحديات فرصا، ومن الصعاب معاني، ومن العزلة قوة وكرامة.
ويكفي أن نرى في وجوههم مزيجا من القوة والطيبة، وفي كلماتهم حكمة وخبرة، ليعلم كل من يتعامل معهم أن الموريتاني ليس مجرد اسم على خارطة، بل روح أصيلة، وقيما متأصلة، وسيرة تليق بشعب عرف كيف يحافظ على كرامته وأصالته في كل زمان ومكان.
إن مدح الموريتانيين ليس مبالغة، بل هو تقدير لإنسانية نادرة، وقوة أخلاقية تتجلى في العطاء والوفاء والصبر. وهم بذلك يقدمون نموذجا يحتذى به، يذكرنا بأن القوة الحقيقية تكمن في القلب الصادق، والنية الطيبة، والإرادة التي لا تعرف الاستسلام.
هكذا يبقى الموريتانيون، كصحرائهم العتيقة، شامخين في أصالتهم، صامدين في قيمهم، ومرآة لشموخ الإنسان العربي، ومصدر فخر لكل من عرفهم وتعرف على تاريخهم العريق.
محمد هزاع المطيري




