ترامب يبحث عن التوتر.. فوجد رئيسا موريتانيا لا يستفز ✌️

في لحظة فارقة، وبين زحام السياسة الدولية وتعقيداتها، خطف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الأضواء في لقاء رفيع المستوى جمعه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب وعدد من رؤساء الدول الإفريقية. لم يكن مجرد اجتماع دبلوماسي عابر، بل كان اختبارا علنيا للصلابة الشخصية والحنكة السياسية.. اختبار نجح فيه الغزواني بامتياز، بينما بدا الآخرون يتلمسون الكلمات ويتفادون نظرات ترامب المتعجرفة.

ففي البيت الأبيض، حيث يحاول ترامب دوما أن يكون هو النجم الأوحد، اصطدمت عنجهيته بكاريزما رجل هادئ الملامح، قوي الحضور، اسمه محمد ولد الشيخ الغزواني. رجل لم تفلت منه نبرة ولا نظرة، ولم تهتز له جملة ولا جبهة، حتى وهو يواجه رئيسا عرف بفظاظته، وسلوكياته المستفزة التي يختبر بها تماسك خصومه وحلفائه على حد سواء. وحده الغزواني، دون مبالغة، من بدا مرتاحا في حضرة “الترامبية”، كأنما جلس قبالة موظف لا أكثر.

لقد جاء الغزواني إلى هذا اللقاء ممثلا لشعب عزيز، وجمهورية لها من التاريخ والمكانة ما يجعلها تتحدث بندية مع القوى الكبرى. فبهدوء الواثق، ومظهر رجل الدولة الذي يعي أين يضع كلماته، عبر فخامة الرئيس عن تقديره للدعوة، وأكد على أهمية السلام، وخاصة في فلسطين الجريحة التي ما زالت تنزف تحت وطأة الاحتلال الغاشم.

وفي وقت كان البعض يتلعثم أمام ترامب، أو يختبئ خلف الكلمات العامة، تحدث فخامته بوضوح عن المأساة في غزة، داعيا لإنهاء الحرب، ومتطرقا إلى أزمات وصراعات طال أمدها، دون مواربة أو مجاملة. وقدّم لمحة واثقة عن الإمكانات الاستراتيجية التي تزخر بها موريتانيا، من موقع فريد على ضفاف الأطلسي، إلى غنى ثرواتها البحرية، إلى كونها جسرا بين شمال القارة وجنوبها.

لم يكن اللقاء مناسبة لإبراز موريتانيا فحسب، بل كان لحظة للتأكيد أن موريتانيا لم تعد في خانة المتفرجين، بل هي شريك في الرؤية، ومساهم في الحلول، ومستثمر في السلام.

ومن اللافت – بل المثير للإعجاب – أن فخامة الرئيس الغزواني لم يكتف بلغة المجاملة الدبلوماسية، بل قدم مواقف صريحة في زمن صارت فيه المجاملات سيدة المواقف. أشار إلى إنجازات إدارة ترامب في قضايا باكستان والهند، وإيران وإسرائيل، ورواندا والكونغو، لكنه أعاد البوصلة إلى حيث يجب أن تكون: فلسطين. فكان صوت موريتانيا حاضرا بقوة، وشجاعا بحكمة.

نحن كموريتانيين، نشعر بالفخر حين نرى رئيسنا بهذا الحضور اللافت، والثقة المطمئنة، والكرامة التي لم تساوم، في لحظة كان فيها البعض يبيع حتى الحروف ليشتري ود ترامب.

نقولها دون تردد: شكرا فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لأنك جعلتنا نشعر، ولو لبضع دقائق، أن موريتانيا ليست دولة صغيرة تبحث عن مقعد، بل دولة عظيمة يعرف قادتها كيف يفرضون احترامهم حتى على رؤساء لا يحترمون إلا من يرعبهم الثبات.

ولعل أهم ما خرجنا به من هذا اللقاء، ليس مجرد التقدير الأمريكي، بل الصورة التي عكست أن موريتانيا في أيد أمينة، وأننا – بعد عقود من التردد – نمتلك الآن قيادة تعرف كيف تتحدث، متى تصمت، ومتى تبتسم في وجه من لا يعرف للابتسامة إلا معنى الغرور.

ختاما، في زمن تهاوت فيه هيبة بعض القادة تحت أضواء البيت الأبيض، وقف محمد ولد الشيخ الغزواني شامخا.. رجل من شنقيط، لا يخاف ممن لا يحسن الاحترام.

المدير الناشر: محمد سالم المختار الشيخ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى