استغاثة من تنسويلم.. سكان حي فراج الديك بدون ماء منذ 72 ساعة!

الماء… هذا العنصر الذي جعله الله أصل الحياة، فقال في كتابه العزيز: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. هو شريان البقاء، وأساس الكرامة الإنسانية، وركيزة الصحة والاستقرار. لا يتصور العيش من دونه، ولا يمكن الحديث عن تنمية أو رفاه أو أمن اجتماعي في غيابه. حين يحرم الإنسان من الماء، فهو يقصى من أبسط حقوقه، ويدفع دفعا إلى دائرة المعاناة والهوان.
من هذا المنطلق، نوجه نداء استغاثة عاجل من حي فراج الديك في تنسويلم، حيث لم تصل قطرة ماء واحدة إلى بيوت الحي منذ أكثر من ثلاثة أيام متواصلة. ثلاثة أيام من العطش، من الضيق، من اضطرار الناس للتنقل بين الأحياء بحثا عن برميل أو قنينة ماء يطفئون بها ظمأ أطفالهم، أو يغسلون بها جراحهم اليومية.
وهنا، لا نوجه نداءنا إلى إدارة الشركة الوطنية للماء، لأننا – وبكل أسف – نعلم أن لا حياة لمن تنادي، فكم من مرة قرعنا أبوابهم دون مجيب، وكم من شكوى رفعناها فعادت إلينا بلا رد.
بل إننا نرفع هذه الاستغاثة إلى من ولاهم الله أمرنا، إلى رئيس الجمهورية، وإلى الوزير الأول، ليعلموا أن حيا كاملا داخل العاصمة، على مرمى حجر من مقار الحكم، يعاني من عطش مهين، ويحرم من الماء، في بلد يمتلك من الموارد ما يمكنه من ري الصحراء، فكيف لا يسقي أهله؟!
أيعقل أن يحرم حي بكامله من الماء لأكثر من ثلاثة أيام؟ أين الخلل؟ من المسؤول؟ لماذا الصمت؟ ما الذي يحدث؟ هل هناك من يتعمد إهانة هذا الشعب الصابر؟
أسئلة كثيرة، نضعها أمام الضمير الوطني، أمام من أقسموا بالله أن يخدموا هذا الوطن، ويحفظوا كرامة أهله. نضعها بين أيدي من بقي في قلبه ذرة من إحساس أو مسؤولية. لقد تعبنا من مناشدات لا تجد من يسمع، وطرقنا كل الأبواب ولم تفتح، فإلى من نلجأ بعد الله إن لم يكن لولاة أمرنا الذين انتخبناهم وأوكلنا إليهم مصائرنا؟
كفى تهميشا…كفى تجاهلا… لقد بلغ السيل الزبى، وبلغنا حدا لا يمكن احتماله.
فإما أن نعامل كمواطنين كاملي الحقوق، أو فليصارحنا المسؤولون أنهم عجزوا عن إيصال الماء إلى حي داخل العاصمة، لنعلم حجم الكارثة، وندرك من الآن أننا نعيش عطشا سياسيا قبل أن يكون مائيا.
إن سكوتكم على عطشنا خيانة للأمانة… وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد سالم الشنقيطي
جوال: 43634385
دار النعيم/ نواكشوط الشمالية




