منصة عين أمام اختبار الشفافية.. من يوقع العقود؟ ولمن؟!

في هذا الوطن، هناك من يجرون خلفهم التعب كما تجر الشاحنات حمولتها الثقيلة. هناك رجال أفنوا أعمارهم خلف المقود، تنقلوا من ميناء إلى آخر، ومن ولاية إلى أخرى، كي لا يتعفن السمك، ولا تتوقف السلسلة، ولا تتأخر عجلة الدولة.

هؤلاء هم سائقو الشاحنات الكبيرة في الشركة الموريتانية لتوزيع الأسماك، عمال الظل الذين لم يسألوا يوما عن امتياز، بل فقط عن عقد يضمن لهم الصحة والأمان والكرامة.

وهاهم اليوم، وبعد طول صبر، يرفعون صوتهم عاليا، بعدما أوصدت كل الأبواب، وجهضت كل الآمال، وتحولت الأحلام البسيطة إلى ما يشبه الكوابيس البيروقراطية.

منصة عين، التي نثق بها، نشرت قبل أيام ردا من الشركة على مطالب السائقين. رد تحدث عن “عقود خدمة”، وعن “اجتماعات مع ممثلين”، وعن “استعداد للتنسيق مع السلطات”.

لكن الحقيقة التي يعرفها السائقون – ويعيشونها – تخالف ذلك جملة وتفصيلا:

لا وجود لأي اجتماع.

ولا وجود لعقود حقيقية بين السائقين والشركة.

وما تم فعليا، لا يتعدى طلبا غامضا بنسخ من بطاقات تعريفنا دون شرح أو متابعة.

ومع الوقت، تتكاثر علامات الاستفهام… وتتسرب إلى مسامعنا، من مصادر متعددة، معلومات مقلقة مفادها أن عشرات العقود توقع من وقت لآخر، وتمنح لأشخاص لا يعرفون حتى أين يقع باب الشركة… بينما يترك السائقون القدامى، أصحاب الخبرة، بلا حقوق، ولا عقود، ولا حماية.

لا نتهم أحدا، لكننا نتساءل:

لماذا تفتح الأبواب لأسماء غريبة؟

ولماذا يترك أبناء الشركة الحقيقيون خارج الحسابات؟

أين الشفافية؟ وأين العدل؟ وأين الدولة التي وعدت بإنصاف كل من خدمها؟

لقد أصبح واضحا أن المشكلة ليست في النظام الإداري وحده، بل في العقلية التي تتعامل مع العمال كأرقام لا كبشر، وفي غياب الإرادة الحقيقية لمعالجة ملفنا الذي لم يعد يحتمل التأجيل.

نحن لسنا سائقين طارئين.

نحن من كتبوا أسماءهم بعرق الطريق وغبار الموانئ.

نحن من حملوا مسؤولياتهم بصمت، وتحملوا ظروفا لا يتحملها إلا من آمن بعمله.

اليوم، نرفع صوتنا، لا لنشكوا فقط، بل لنطالب:

بفتح تحقيق شفاف ونزيه في ملف العقود بالشركة،بمراجعة وضعية كل من خدم هذه المؤسسة طيلة السنوات الماضية دون عقد يضمن له الحياة الكريمة،وبوضع حد نهائي لكل عبث أو تلاعب قد يفرغ العدالة من مضمونها.

نثق في فخامة رئيس الجمهورية، ونثق في معالي الوزير الأول، ونثق في منصة عين، بأن هذه الصرخة لن تقبر، وأن هذه المأساة لن تنسى، وأن عدالة السماء لا تغيب، وإن غاب عنا عدل الأرض.

فإن لم تكن هذه هي لحظة الحقيقة،فمتى تكون؟!

عن سائقي الشاحنات الكبيرة في الشركة الموريتانية لتوزيع الأسماك: مراد ولد أحمد

تلفون: 22635253

تنويه: ما ورد في النص أعلاه يعبر عن وجهة نظر صاحبه، وهو على مسؤوليته الكاملة.

وتؤكد الحدث ميديا حرصها على المهنية وحق الإنصاف، وتتيح للشركة الموريتانية لتوزيع الأسماك حق الرد والتوضيح في الوقت الذي تراه مناسبا.

 

منصة “عين”

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى