وادان بين الأصالة والمعاصرة.. رؤية تنموية بأيدٍ محلية

نحن اليوم نعيش في عصر التكنولوجيا والطاقات المتجددة، حيث أصبحت المدن التي تواكب التطور تحظى بفرص أكبر للنمو والاستدامة. ومن هذا المنطلق، فإننا، كأبناء بررة لمدينة وادان التاريخية، مطالبون بالتفكير الجاد في سبل تنميتها وعصرنتها، دون المساس بهويتها الحضارية وخصوصيتها الثقافية التي تميزها عبر التاريخ.

صندوق تنموي من أبناء وادان ولأجلها

أقترح إنشاء”صندوق وادان التنموي”يكون موجها حصريا لدعم مشاريع تنموية في المدينة وضواحيها. يساهم فيه رجال الأعمال من أبناء المدينة، ويفتح أمام الموريتانيين داخل البلاد وخارجها للمشاركة والمساهمة.

يشرف على هذا الصندوق أحد أبناء المدينة المشهود لهم بالنزاهة والاستقامة والتعفف، وعضوية خمسة أشخاص، من ضمنهم إمام مسجد المدينة. ويتم اختيار أحد أبناء وادان ممن لديهم اطلاع على الأسواق الخارجية ليتولى التفاوض والتعامل مع شركة صينية متخصصة في الطاقة الشمسية، لما لتلك الشركات من خبرة وكفاءة في هذا المجال.

أول المشاريع: إنارة وادان بالطاقة الشمسية

يكون المشروع الأول للصندوق هو كهربة شوارع المدينة وأزقتها ومدخلها بالكامل بالطاقة الشمسية، نظراً لملاءمة المنطقة لهذا النوع من المشاريع بسبب ارتفاع درجات الحرارة معظم أيام السنة، مما يضمن كفاءة عالية في إنتاج الطاقة الشمسية. هذا المشروع سيعزز من صورة المدينة حضاريا وبيئيا، ويحسن جودة الحياة اليومية للسكان، كما سيسهم في خفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل بفضل الاعتماد على مصدر طاقة متجدد ومجاني.

مشاريع مستقبلية مرتبة حسب الأولوية

1. تشجير شارع مدخل المدينة، لإضفاء طابع جمالي وبيئي مميز، مع اختيار نباتات تتحمل المناخ الصحراوي.

2. إنشاء منتزه عام يكون متنفسا للأهالي والزوار، ويعزز الجانب الاجتماعي والترفيهي، مع تزويده بإنارة شمسية.

3. إنشاء فندق سياحي بطابع محلي، يعود ريعه إلى دعم الفقراء والمحتاجين، ويخصص جزء منه لدعم طلاب العلم والأئمة، خاصة في شهر رمضان والأعياد.

4. إقامة منارة مضيئة بتقنية الليزر ليلا، كعلامة بصرية ترى من مسافات بعيدة، تسهل تحديد موقع المدينة ليلا للزوار ورعاة الإبل.

5. تزويد الطريق الرابط بين وادان وأطار بأعمدة إنارة شمسية، لتعزيز الأمان وتسهيل التنقل الليلي، مع تقليل الحوادث.

رؤية بعيدة المدى

في حال توفرت الموارد الكافية، يمكن للصندوق التوسع نحو:

– إنشاء مصنع محلي للتمور أو منتجات سعف النخيل والحجارة، بفروع في أطار ونواذيبو ونواكشوط.

– تطوير مركز تدريب على تقنيات الطاقة الشمسية لشباب المنطقة، لضمان الاستدامة وصيانة المشاريع بأيد محلية.

الخاتمة: واجب أبناء وادان تجاه مدينتهم

التنمية لا تنتظر، ووادان مدينة تستحق أن نرفعها بأيدينا. هذه المبادرة تكمل جهود الدولة، وتثبت أن التغيير يبدأ من الداخل.”وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”.

م.ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى