غادر الرئيس..محمد يحي ولد ابيه يكتب عن الفترة التي قضاها السيد الشيخ ولد بايه رئيسا للبرلمان

انتهت اليوم رسميا رئاسة الرئيس الشيخ ولد بايه للجمعية الوطنية بعد سنوات من إدارة لم تختلف الآراء كثيرا حول حصيلة أدائه خلالها.

جاء الرئيس الشيخ ولد بايه نائبا عن مدينة ازويرات بعد صراع مع احزاب معارضة، ودخل البرلمان رئيسا، مع الكثير من الشكوك حول إدارته، بسبب عدم معرفة سابقة به، وتشويه منافسيه له خلال الحملة الانتخابية.

منذ رئاسته للبرلمان ظهر رجل قوي حاضر، عارف بالقانون المنظم لعمله، صارم في ضبط جلساته، يتعاطى بمستوى كبير من المرونة مع النواب وخاصة المعارضين.

طيلة فترته ظل حاضرا في الشان السياسي، وظهرت شخصية وطنية قادرة على قول ما تريد، مختارة أحرفه وكلماته بعناية، وتابع الموريتانيون رئيسا برلمانيا يجمع بين الأصالة بلاتطبع، والقوة في الاداء والظرافة في وقتها، وهو الاداء الذي ابهر كثيرين وأظهر صورة مغايرة لما انطبع منذ ايام الانتخابات.

يغادر الشيخ ولد بايه البرلمان ولم يتهمه اي عامل ولا نائب بفساد تسيير، احرى اختلاس اموال، ولم يشك اي نائب منعه حقه بسبب مواقفه.

يغادر الشيخ ولد بايه وقد موّل من ميزانية الجمعية الوطنية أول قناة برلمانية صارع من اجل تبعيتها للبرلمان واستقلاليتها الإدارية، وخطها التحريري الجامع لكل السياسيين، واختار لها طاقما شبابيا مميزا، عكس موريتانيا بالوانها، وتولى إدارتها صحفي ذو تجربة وكفاءة.

يغادر الشيخ ولد بايه البرلمان يشيّعه عمل كبير لا يعلمه كثيرون في مساعدة ضعاف العمال، والعناية بمن احتاج من النواب للتامين الصحي مهما كلف ذلك من علاج في الخارج، وحتى اختيار بعض العمال لاسباب إنسانية محضة، دون ان تجمعه معهم اية ولاية ولا قرابة ولا سابق معرفة، ( ولو لم يكن يتجنب ذكْر بعض ما اشرت إليه – حسب مصادري –  لقلت بعضا منه).

يغادر الشيخ ولد بايه وفي فمي سؤال واحد: أليس من الغرابة ان يهيئ كل الظروف لقناة البرلمانية رعاية وطاقما ومقرا وتجهيزات ورواتب، وتجري مقابلات مع جميع النواب، ولكن رئيس البرلمان وحده لم يجر معها اي مقابلة طيلة سنواته في البرلمان.

#ملاحظة: لم ألتق بالرئيس الشيخ ولد بايه أبدا، واعرف أنه لا يعرفني، وآثرت ان لا اكتب عنه وهو في منصبه.

تحياتي

محمد يحي ابيه